النكت اللوامع في ذكر أقوال من البواقع

يسر منتديات أشبال التوحيد
ان تقدم لكم أرجوزة  الموسومة
بالنكت اللوامع في ذكر أقوال من البواقع
للشيخ زيدان الشريف الدريسي
فك الله أسره

 آبدأ نظمي حامدا إلهي     مصليا على النبي الآواه
محمد و آله وصحبه     وحزبه وتابعي سبيله
وبعد فاعلم أن هذا الزمان     قد عم هوله بكل مكان
شابت به نواضر الشباب     بدت به مشاهد الصعاب
غابت به منازل الكرام     علت به محافل اللئام
توحيدنا به أضحى غريبا      وحقنا به أمسى سليبا
إخواننا بين أسير وطريد      أحبابنا بين ضعيف وشريد
ووصفي له من الهول يطول     فلأكتفي بما ذكرت من فصول
إليك ربي أشكو ضعف قوتي      وذلتي ووحشتي  ووحدتي
إشارة سديدة من الفهم       ثم إني قصدت من هذا النظم      
في ذكر أقوال من البواقع   سميته بالنكت اللوامع
أصحابها تمسحوا بالتوحيد      لكنهم سلكوا درب التنديد
وهذا أول الشروع في المقصود        سدد إلهي فعلنا أيا ودود
فقد سمعنا من أهل الجهالة       كلام زور غاية الضلالة
بأن المدعى عليه معذور      في رد ما به رمي من الجور
وذاك أنه بدفع الصائل       نجى من الشرك وكل باطل
وليس ذا بقول أهل الصدق       كلا ولا اعتقاد عقد الحق
ولا هو بنهج أهل العلم       ومسلك الهواة نبع الفهم
حشا وكلا ثم كلا أبدا    وهكذا يحق النفي سرمدا
فالمدعي والمدعى عليه        كلاهما تحاكما إليه
ومن جاء بغير ذا رد عليه      بنص وحي قد أتى يهدي إليه
رسولنا المطهر الممجد      ذاك الذي حكمه ليس يجحد
بسورة النساء قد بان الدليل          و الحق ركن عليه نور السبيل
بالإكراه تعذر بعضهم            وهكذا المشركون كلهم
نهجهم لي النصوص باجتهاد      واتباع طرائق أهل العناد
فلا شروط إكراه قد عرفوا      ولكلام العلما قد حرفوا
وصفهم ليس كمثل عمار      بصبره نجى من كل بوار
و الإكراه الملجئ كالآلة      صاحبه غدا بلا نجاة
وذاك وحده مبيح الكفر       والصبر أولى عند أهل الخير
إلا في حق عالم يرجى به       صلاح حال فذاك من فقهه
قرر هذا سادة كرام      وبالمغني ذكره الهمام
وبعضهم أجاز فعل الشهادة         بحضرة الطاغوت في المحاكمة
وهكذا تعاونوا على العدوان         وهكذا توافقوا على الطغيان
ثم علمنا من أهل الغواية           مذهب جهل بين العماية
وذاك أن العامل في النظام       على وصفين عند أهل الكلام
فإن كان عاملا بالخدمات         فليس كافرا من أهل الدركات
وإن كان عاملا بالتشريعات              فكفره ظاهر من البينات
وهكذا أهل الهوى يفرقون          ولكلام الجهلا يزوقون
فاسمع أخي كلام أهل الحق          ودعك من حديث أهل الشق
فالجنود و الانصار و الأعوان       على العموم قد بان البرهان
وأنت ترى هدهد سليمان      جندي حق قد علا به الشان
و كل بناء وكل غواص        مقرنين ما لهم من خلاص
جمعهم مصطلح الجندية      وهكذا في الشرعة السوية
فالشرع واللغة قد دلا عليه     والعرف والمنطق قد نصا عليه
والوتد مثبت الأركان       كجند فرعون من البيان
أغرقه الله مع جنوده           في عمق بحر و قعر بعيده
وأرضنا أوتدها الجبال        بقاؤها بدونها محال
كذاك حال دولة الكفران        تكون نسيا بدون أركان
ثم إني أزيدك من قولهم      غريبة عجيبة  من جهلهم
تشكيك قوم في التبعية      ورد نص من أصول شرعية
ثم غدو طائفتيين في الضلال       كفرقتين في ضرب من الخبال
أولاهما حكمو بالتوقف       ما هذا حق يا أهل التشوف
فيمن رأو أنه بالوصف  مجهول       لا نص لا دلالة حكم معقول
كذاك قولهم في الذرية         إذ أخرجوها من وصف الشركية
كلا و لا ليس هذا من الأصول     ولا هو بدرب من رام الوصول
وذاك الحكم بالتبعية          دل عليه شرعنا بالقطعية
في سورة الزخروف و الأحزاب      وهكذا في سائر الكتاب
في سورة غافر ثم البقرة         وهكذا في السنة المطهرة
كحديث السفينة يا من وهم         فوصفه سند نهج من فهم
والراعي يقود جمع الرعية       والنور يجلى لنا القضية
وفيه رد على تلك الثانية       إذ جعلته من أصول ظنية
والحق أن تحقيق التوحيد           بدونه من الأمر البعيد
والحكم بالنص ثم الدلالة      يقدم يا صاحب النبالة
ودار الكفر أهلها كفار       دليلا عاما فله قرار
يشمل بالحكم جميع السكان      إلا خصوصا  خص منه الإخوان
ولا سبيل لحكم التخصيص       إلا بإظهار نهج التخليص
ذاك هو الإسلام و التوحيد     صراط حق ودين مجيد
ثم به يكون الحكم وحده     إذ النزاع فيه حتى ينتهو
عن الشرك بالله في العباده          ويقتفو مراشد السعادة  
وبعضهم يحكم بالشعائر       وليس هذا من فعل الأكابر    
فالعبرة بما عليه الإختلاف     وإن جرى فيما مضى بلا خلاف
ولعلة الخصوص و العلامة      وفقدها اليوم عين العلامة
لكنها عدمية يامن يعي     فلا تقل ثبوتية فلا تع
أحكام الدار والديار ثبتت     بالنصوص الكثيرة تواترت
ذكر القرى و أهلها تقارنت     بالقران و السنة تكاثرت
منكرها عاش كافرا بالكتاب          وأن تلاه بالسبع بلا ارتياب  
واعلم أخي على حذر من الفتن       ولا تصغي لسفه أهل الإحن
إن وجدت معتزلا فأو إليه      ودينك نجاتك فاثبت عليه
فكلنا يعلم صنع الأبالس        إذ أرسلو صغارهم للمدارس
تلك التي بالشرك عم نهجها         فوجب على الأطفال درسها
نهيك عن تمجيد رمز الكفرة          وشرعة الطاغوت مع السحرة
ثم يقول إنه  يجنيب           صغيره وفعل ذاك يصعب
من ألقى نفسه بحوض ماء            بلل ثوبه حتم وكائن
فهذه أقوالهم غرائب       وهذه تاسعة العجائب
ياغربة الإسلام في الأمصار       ياندرة الإخوان في الأقطار
وبعد هذا هاك مني إشارات        فتركها يجلب هم الحسرات
لا توقععلى عقود كفرية          واصبر على ظلم العدا و البلية
لا توافق على تعظيم غير الله       واذكر وسبح ربك جل علاه
وان جلست مجلس أهل الردى        فقد رضيت كفرهم كما بدا
فأنكران عليهم قول الفرا        قيامك أمانك بلا امترا
من شرها مجالس الملاعب      فوصفها مليء بالمثالب
شعارهم يبجل من كل فج       وقصدهم فويقهم فالكل حج
تحاكم إلى أهواء ونظام       سنده عقولهم بلا زمام
فاجتنبن كل صنع يزري      واعتزلن كل فعل كفري
بين ربنا الحق بالنمل     وقوله واجتنبوا بالنحل
ثم إني أوصيك بفعل الخليل       وسورة الممتحنة بها الدليل
بموكب الأبرار نحن نقتدي       لمسالك الهداة تحن نحتدي
بديننا حب وبغض قد أتى          فحبنا للحنف أيا فتى
وبغضنا للشركا ومن جحد        إلهنا معبودنا هو الصمد
وقد تقضى نظمي اللوامع        في ذكر أقوال من البواقع
سلم إلهي حزبنا من الفتن      نج إلهي جمعنا من المحن
والحمد لله على الختام       والفضل لله على التمام
هدية مني لكم إخواني       تأدية لحقكم خلاني
أرجو بها رحمة ربي الغفور        وستره وعفوه فهو الشكور
ثم صلاتنا على المختار       محمد وآله  الأطهار
وزمرة الأنصار والأبرار     سلامنا  دوما على الأخيار
والعلما والأتقيا و الأوفيا        والشهدا والأوليا والأصفيا
أبياتها قاف وياء في العدد       من ينصر التوحيد يظفر بالمدد
نظمها عبيد ربه الفقير        زيدان يرجو نصرة الله القدير
عنوانها :النكت اللوامع           في ذكر أقوال من البواقع