منتديات اشبال التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرد على الدولة في العراق والشام

اذهب الى الأسفل

الرد على الدولة في العراق والشام Empty الرد على الدولة في العراق والشام

مُساهمة  أبو محمد المهاجر الأربعاء يناير 14, 2015 2:59 pm

الرد على الدولة في العراق والشام

كفـريات أبو بكر البغدادي و الدولة في العراق والشام

الحمد لله الذي رزقنا الإسلام وأصلي وأسلم على نبينا محمد الذي علمنا الإسلام وعلى آله وصحابته الذين طبقوا وعملوا بالإسلام
وبعد...
فقد سألني كثيرمن الناس عن الدولة في العراق والشام- اهم مسلمين أم كفار؟ ما هي عقيدتهم ؟

1) قال أبو بكر البغدادي في (هذة عقيدة الدولة الإسلامية في العراق والشام ولم يبقى لكذاب عذر): (و من نطق بالشهادتين وأظهر لنا الإسلام ولم يتلبس بناقض من نواقض الإسلام عاملناه معاملة المسلمين ...)

أقول ليس الإسلام هو النطق بالشهادتين فقط ، بل لا بدَّ من تحقيق شروطٍ في هاتين الشهادتين حتى يكون الناطق بهما مسلماً حقّاً ، وأركان الإسلام : الاعتقاد والنطق والعمل.
عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ) . رواه البخاري ( 3252 ) ومسلم ( 28 ) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - :
قوله ( من شهد أن لا إله إلا الله ) أي : من تكلم بها عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً ، فلابدَّ في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها كما قال الله تعالى : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ الله ) [محمد: 19] فالعلم بلا إله إلا الله هو الشرط الأول من شروط التوحيد. فما فائدة اللفظ دون إدراك لمعناه ؟
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - :
وقوله ( إِلاَّ من شهد بالحق وهم يعلمون ) [الزخرف: 86] أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه : من البراءة من الشرك وإخلاص القول والعمل : قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح : فغير نافع بالإجماع .
قال القرطبي في " المفهم على صحيح مسلم " : " باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين ، بل لابدَّ من استيقان القلب " هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كافٍ في الإيمان ، وأحاديث هذا الباب تدل على فساده ، بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها ؛ ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق ، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح ، وهو باطل قطعاً ا.هـ
وفي هذا الحديث ما يدل على هذا وهو قوله : ( من شهد ) فإن الشهادة لا تصح إلا إذا كانت عن علم ويقين وإخلاص وصدق .
" فتح المجيد " ( ص 36 )

فالأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بشأن الشهادتين كثيرة جداً منها المطلقة ومنها المقيدة، ولا يصح الاحتجاج بالمطلقة دون النظر إلى المقيدة، فمثلاً قوله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة". رواه الحاكم بسند صحيح، وصححه النووي، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، فقال أبو ذر وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق". رواه البخاري ومسلم، من الأحاديث المطلقة العامة وقد جاء ما يخصصها ويفسرها، كقوله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله" رواه مسلم. فلابد من الكفر بكل ما يعبد من دون الله، مع قوله لا إله إلا الله.
قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في قرة عيون الموحدين: ( فيه دليل أنه لا يحرم ماله ودمه إلا إذا قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله فإن قالها ولم يكفر بما يعبد من دون الله فدمه وماله حلال لكونه لم ينكر الشرك ويكفر به، ولم ينفه كما نفته لا إله إلا الله. فتأمل هذا الموضوع فإنه عظيم النفع). انتهى.

وقوله "من شهد" يستفاد منه أن الشهادة لا تصح إلا إذا كانت عن علم، ويقين، وصدق، وإخلاص. وهذه هي شروط لا إله إلا الله التي لابد منها لكي تكون لا إله إلا الله صحيحة مقبولة، من قالها دخل الجنة، فلابد من قولها مع العلم بها لما تقدم من الأدلة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة" رواه مسلم. ولابد من الإخلاص في قولها: لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" رواه البخاري ومسلم.
ولابد من الصدق المنافي للكذب لقوله صلى الله عليه وسلم: "وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً، يصدق قلبه لسانه، ولسانه قلبه" رواه أحمد.
ولابد من القبول المنافي للرد، وقد أخبر الله أن المشركين يردون هذه الكلمة قال تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) [الصافات: 35].
وهذا هو الشرط الخامس من شروط لا إله إلا الله، أما السادس فهو: الانقياد المنافي للترك، قال تعالى: (وأنيبوا إلى ربكم وأسْلِمُوا له) [الزمر: 54]
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) [النساء: 65].
والسابع: المحبة لهذه الكلمة ولأهلها المنافية لضدها، والأدلة على ذلك كثيرة منها: قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" رواه أبو داود. وصححه السيوطي. وقوله تعالى: (والذين آمنوا أشد حباً لله) [البقرة: 165].
وقد زاد بعض العلماء الشرط الثامنة: الكفر بالطاغوت ; و هو الكفر بكل ما يعبد من دون الله ، قال تعالى: ( فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله ) [البقرة: 256].
هذا بالإضافة إلى الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، ولابد من معرفة حق هذه الكلمة العظيمة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله" رواه البخاري ومسلم.
قال في فتح المجيد: (وقد أجمع العلماء على أن من قال: "لا إله إلا الله" ولم يعتقد معناها، ولم يعمل بمقتضاها: أنه يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات).

المسألة الأخرى في هذه كلمة أبو بكر البغدادي: هو يحكم الناس في دار الحرب مسلم بالتلفظ بالشهادتين فقط. لكن الْأَصْلَ أَنَّ مَنْ كَانَ فِي دَارٍ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِهَا، يَثْبُتُ لَهُ حُكْمُهُمْ مَا لَمْ يَقُمْ عَلَى خِلَافِهِ دَلِيلٌ. و الأصل في الناس اليوم الكفر مَا لَمْ يَقُمْ عَلَى خِلَافِهِ دَلِيلٌ.
من أخطر وأهم معالم وسمات المجتمعات الداخلة في زمام ما سمي بدار الكفر هو أن النظام الحاكم عامة وبلا استثناء في هذه المجتمعات يُعلى ويعلن سلطاناً حاكماً غير سلطان الإسلام وشريعته. وهو إذا تعاطى بعض أحكام شريعة الإسلام في بعض مسائل الحياة فليس عن انتماء أو رغبة في التحاكم إلى هذه الشريعة، ولكنه نوع اقتباس لبعض الأحكام التي يجدها تتناسب مع طلبه ورغبات البيئة وسادة هذا المجتمع وأتباعهم، فلم يذهب إليها إلا لمصلحة ورغبة أراد تحقيقها لم يجدها هذا المجتمع إلا في شريعة الإسلام فتعاطاها على النحو الانتقائي المُتحاكم فيه إلى هوى النفوس ومصالحها لا إلى معالم الإيمان بالله والإذعان لأحكامه، وهم في هذا صورة مشابهة لأولئك المنافقين الذين نزل فيهم قوله تعالى:- (وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ)[النور49]. أي لا يطلبوا أحكام الشريعة وما أتى به الرسول إلا إذا وافق هوى نفوسهم المريضة، وحقق لهم نوعاً من المصالح المرغوبة لديهم، أما إذا تعارض مع هذه النفوس ومصالحها فهم أبعد الناس عن شريعة رب الناس بل لعلك تجدهم في صفوف الحرب عليها وعلى أهلها ومن نادى بها.
كما يمكن القول أيضاً أنهم في هذا قد أتوا بما ذكره المولى تبارك وتعالى عن تلك المسالك الفاسدة المذمومة لليهود في تعاملهم مع أحكام الله تعالى والتي كانت بين أيديهم وفي كتابهم (التوراة) وقد كانوا يحتالون كل الحيل للتفلت منها وتعطيل أحكامها عن واقعهم العملي الاجتماعي؛ فقد قال تعالى عن هذا المسلك:
( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أولـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ) [البقرة 85-86].
فإذا كان هذا هو الحكم فيمن تعاطى أحكام كتاب الله المنزَّل عليهم (التوراة) وتحايل على بعضها فما الشأن في قوم جاؤوا من بعدهم عطلوا كتاب الله تعالى ونبذوه وراء ظهورهم وكأنهم لا يعلمون أن لديهم كتاباً من الله. أو كأنهم لا يعلمون أنه واجب الحكم به فيما بينهم؛ وكما قال تعالى:
( نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ )[البقرة101].
فإذا تخلف عن دار الكفر سلطان الإسلام وشرائعه، فإن الأحكام العامة لهذه الديار بالتأكيد تستقي من أنظمتها القانونية الوضعية التي يتواطئ أهل هذه البلاد على وضعها بأنفسهم حاكمة على أنفسهم في الدماء والأموال والأعراض والأعمال، وهم في هذا كما كانت عليه الجاهلية الأولى حيث كانوا يصنعون الأصنام والأوثان بأيديهم من الحجارة ثم يسجدون لها؛ قال تعالى: (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ) الصافات. وقال تعالى: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ) [النجم].
وبالتالي ففي هذه المجتمعات نظمٌ قانونية وضعية من وضع البشر متثلة في مجالس تشريعية للبشر أي لأفراد المجتمع في هذه الدار يحكمون بها ويتحاكمون إليها.
وهي لا تتعاطى الحقوق والواجبات إلا وفق أهواء البشر ولا تتقيد في الحريَّات بأي قيود شرعية، بل الحريات في هذه المجتمعات قد تصل إلى حرية التطاول على الله تعالى أو أنبياؤه أو رسالاته وعامة الأديان التي يعتبرون أن الهجوم عليها وازدراءها نوعاً من حرية التعبير عن الرأي الذي لا يجب الحجر عليها ولا أن يقيدها قيد.
في هذه المجتمعات لا الحلال فيها هو ما أحله الله، ولا الحرام فيها هو ما حرمه الله ولا نظامها العقابي والجنائي يخضع لشئ من شرائع الله في القليل ولا الكثير، بل حتى ما يتبنونه من أحكام شرعية لتنظيم شيء من هذا المجتمعات لا تحترم لكونها شريعة الله، بل لكونها جزء من نظامهم القانوني الخاص بهم، فإذا نصَّ مثلاً على تجريم السرقة أو القتل فإن ذلك يحترم عندهم لا لكونه مما حرمه الله وشريعته بل لكونه جزء من نظام قانوني قد وضعوه هم لأنفسم ولذا فإن العقوبات على مثل هذه الجرائم لا تتقيد بالحدود والأحكام الشرعية، بل إنهم يقررون لها ما يرونه مناسباً وفق أنظارهم هم.
وأين يقع فعل اليهود من تبديل حد الزنا من الرجم إلي الجلد مائة في عصر النبوة والذين ذمهم الله بهذا وقال عن فعلهم ذلك (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [المائدة:44].
أين يأتي ذلك من مجتمعات حديثة أبدلت عقوبة الزنا إلي لا شيء على الإطلاق؛ فلا رجم ولا جلد ولا غيره، اللهم إذا انصب الأمر على إدارة شبكة للدعارة فهنا تقوم أجهزة الدولة العملاقة لتطالب أفراد هذه الشبكة وزعمائها بنصيب الدولة في الأرباح من هذه الممارسات والتي تحددها لوائح النظام الضريبي في المجتمع المدني الحديث الشريف. فإذا أنكر منكر عليهم كان قولهم كسلفهم:
(أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) النمل.

وخلاصة القول أن النظام القانوني والمجتمعي لهذه المجتمعات الداخلة في وصف دار الكفر حقيقة مخالفاً للنظام المجتمعي الإسلامي القائم على نظام متكامل من شريعة ربانية.
ثم إنك تجد بعد تجاوز موضوع علو السلطان في هذا المجتمع ونظامه القانوني الوضعي.
تجد أن المجتمع يموج بالأنظمة والعادات والتقاليد الاجتماعية في سائر مظاهر الحياة على النحو المتحرر المخالف لجميع القيود والضوابط الشرعية من حيث الملابس والعادات المتعلقة بالأنظمة الأسرية والتعليمية والعملية والمرأة والأساليب التربوية والمدارس التعليمية وما يهتم به من مواد عملية ودراسية ومناسبات اجتماعية سعيدة أو غير سعيدة أو مظاهر الأفراح ومخالطة النساء للرجال وقواعد التعامل والسلوك.. إلى غير ذلك لما لا نهاية له من مظاهر الحياة الاجتماعية التي لا تكاد تحصر، حتى النكات ومظاهر الترفيه و الدعاية والإعلام جميع هذه لا يخضع لأي قواعد أو مقيد بأي قيود تراعى فيها المقدسات والحرمات. والحديث يطول عن مظاهر الشرك والإلحاد والتبديل والانحلال في المجتمعات الشركية، ولا يغير من حكمها وكونها دار كفر أي مظهر من مظاهر التقدم الحضاري في زعمهم المتمثل في الصناعات المتطورة والمظاهر المادية الحديثة في سائر مظاهر الحياة، فجميع ذلك لا دخل له في الحكم على المجتمع، بل هو من العلوم المادية، منها ما لا يتعارض مع عامة الأديان، ومنها مالا يقره دين كصناعات الدعارة والتي قد تظهر في هيئات ترويجية كالفن والثقافة وغير ذلك مما لا تقره الأديان السماوية عامة. وهكذا تتعدد مظاهر الجاهلية في المجتمع الكافر ليصبح الأصل العام أو القاعدة العامة الجامعة لجميع أفراد هذا المجتمع هو الذي عبر عنه عنوان الموضوع بكلمة جامعة مختصرة هي (دار الكفر) أي دار أهل الكفر أو دار الفاسقين الخارجين عن طاعة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ولا يخرج عن هذا الحكم أحد في هذه الدار إلا من خالف أهل هذه الدار في الاعتقاد وفي العمل

أما الأصل في الناس اليوم; الأصل في الناس اليوم الكفر أم الإسلام؟ ما صحة هذه المقولة وما الأصل الأن !؟

المراد بكلمة الأصل أحيانا هو الغالب أو ما دل عليه الدليل أو ما تـأصل عند الناس وطال أو ما توارثه الناس من الدين.

فمن وجد أناس أنتشر فيهم التوحيد بالقول والعمل والاعتقاد وكان هذا هو الظاهر الجلي والغالب والشائع فيهم وكانت الردة والكفر من القضايا العينية الخاصة التي لا تؤثر في أحكام العموم لأن أحكام العموم تبنى على الغالب والشائع والظاهر( أي معالم التوحيد هي الظاهرة كالانقياد لله بالعبودية في الشعائر والنسك والحكم والتشريع والولاية) وأؤكد بحيث يكون هذا الأمر ظاهر جلي فهم المسلمون الموحدون وإن كان فيهم من يكتم نفاقه وكفره و لا مانع أن نقول عنهم بأن الأصل فيهم الإسلام إلا من ثبت كفره.
وأما إذا كان الشرك فاشيا بجميع أنواعه وكانت المظاهر العامة في هؤلاء القوم هو عبادة غير الله ولو كانت في عبادة واحدة فما بالك بانتشار الشرك والكفر والإلحاد وعبادة الطواغيت بجميع أنواعها وأصبح هذا الأمر ظاهر جلي وأصبحت الدعوة إلي غير دين الله كما يحصل الأن من اعتناق أديان جديدة كالديمقراطية وعقائد فاسدة كالعذر بالجهل والتقرب إلي الله بالدساتير، واتّباع الأحبار والرهبان وولاة أمور الكفر والشرك وغيرها.
وأصبح هذا الدين هو المتعارف عليه وهو الذي يعض عليه بالنواجد وأصبح الذي يريد إفراد الله بالحكم والتشريع يرمى بالتضليل والتبديع وأنه أتى بدين جديد وأنه من الشواذ فهذا دليل على انهم لا يعرفون حقيقة التوحيد ولا يميزون بينه وبين الشرك بل عندهم الشرك من أجل القربات كما كانت تفعل قريش.
وقد توارثوا هذا الدين جيلاً بعد جيل فهم كفار أصليون وليسوا بمرتدين وإن كان فيهم من يكتم إسلامه لأن الأحكام تجرى على الظاهر والله يتولى السرائر فلا يوجد مانع من أن نقول عنهم أن الأصل فيهم الشرك إلا من ثبت إسلامه بالدليل الخاص والقرينة المعتبرة وليست المشتركة


2) وقال أبو بكر البغدادي (الرافضة طائفة شرك وردة ...)

أقول الرافضة - خصوصا الرافضة زماننا- كفار أصليون ؛ لأنهم لم يدخلوا في دين الإسلام أصلاً ، هم كفار أصليون ، الرافضة والباطنية بطوائفها الثلاث (النصيريّة والدروز والإسماعيلية) كفار وليسوا بمسلمين ولا يعذرون بجهلهم, ويعتبرون من الكفار الأصليين على الصحيح كما سيأتي.
أما سبب تكفيرنا لهم فلما عندهم من الكفر المجمع عليه , ومنه :
وقوعهم في الشرك الصريح بالله وذلك بعبادتهم لآل البيت وجعلهم أندادا لله ودعائهم الأموات والاستغاثة بهم .
اعتقاد عصمتهم بل وألوهيتهم . وتفضيلهم على الرسول سبهم للصحابة وتكفيرهم وعلى رأسهم أبي بكر وعمر طعنهم في عرض نبينا صلى الله عليه وسلم وذلك برمي عائشة بالفاحشة وتكذيبهم القرآن في تبرئتها.
زعمهم أن القرآن محرف وفيه سور حذفت منه , وألفوا في ذلك كتابا أسموه فصل الخطاب بإثبات تحريف كتاب رب الأرباب.
قول الباطنية أن القرآن والشرائع لها باطن وظاهر . وإنكارهم الشرائع واستباحتهم الفواحش .
قولهم بالرجعة والبدء وإنكار السنة وبغضهم للمسلمين وتوليهم الكفار . وغير ذلك من عقائدهم .
كل من اعتقد تحريف القرآن فهو كافر بإجماع المسلمين ، والرافضة عوامهم وجهالهم ـ أعني ما يسمون بعلمائهم ـ يعتقدون هذا الاعتقاد ويسبون الصحب الكرام ويتهمون أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق وغير ذلك من الطامات والكفريات والزندقة .
والمرتد هو الذي كان على الدين الإسلامي والتوحيد ثم ارتد عنه، ولاشك أن الرافضة نشأوا على الكفر، وتربوا عليه على أيدي علمائهم المضللين، فهم كفار كفرًا أصليًا، حيث طعنوا في القرآن، واتهموا الصحابة بأنهم حرفوه وغيروه وحذفوا منه ما يتعلق بفضل عليّ وابنيه وزوجته، وكفروا الصحابة بزعمهم أنهم كتموا الوصية بولاية عليّ، مع إجماع المسلمين من الصحابة وغيرهم على مبايعة الخلفاء الراشدين، فأنكروا خلافتهم وادعوا أنهم مغتصبون وضالون مضلون، ثم إنهم غلوا في أئمتهم الاثني عشر وعبدوهم من دون الله، وهذا شرك ظاهر يخرجون به من الملة.
أنهم كفار أصليون لأن من ولد من أبوين مشركين ونشأ على الشرك يعتبر كافر كفرا أصلياً ولا يعتبر مرتدا , لأن المرتد هو من يسبق له إسلام صحيح وهذا لم يسبق له إسلام بل نشأ على الكفر منذ ولادته لا يعرف غيره ولا يعرف الإسلام وما دلت عليه لا إله إلا الله .

قال ابن قدامة : ( أولاد المرتدين إن كانوا ولدوا قبل الردة فإنه محكوم بإسلامهم تبعا لآبائهم ولا يتبعونهم في الردة فلا يجوز استرقاقهم , وإن كفروا فهم مرتدون, وأما من حدث بعد الردة فهو محكوم بكفره, لأنه ولد بين أبوين كافرين , ويجوز استرقاقه لأنه ليس بمرتد نص عليه أحمد, ويحتمل أن لا يجوز استرقاقهم لأن آبائهم لا يجوز استرقاقهم ولأنهم لا يقرون على الجزية فلا يقرون بالاسترقاق, وهذا مذهب الشافعي, وقال أبو حنيفة إن ولدوا بدار الإسلام لم يجز استرقاقهم وإن ولدوا في دار الحرب جاز استرقاقهم . ولنا أنهم لم يثبت لهم حكم الإسلام فجاز استرقاقهم). المغني 10/89 .
فعلى كلام ابن قدامة هذا يعتبر الرافضة وعامة عباد القبور وغيرهم من الطوائف الكافرة- على مذهب الإمام أحمد- كفارا أصليين وليسوا بمرتدين وهم أولى بهذا الحكم من ولد المرتد.
كما أن هذا القول هو رأي الإمام الصنعاني في قوله في كتابه تطهير الاعتقاد: ( فصاروا حينئذ كفارا كفراً أصلياً ) .
وقد نصر قول الإمام الصنعاني الشيخ عبدالله أبابطين مفتي نجد في تعليقه على كلام الصنعاني هذا حين سئل عن مراده .
فقال الشيخ أبا بطين : ( وقوله أي الصنعاني: فصاروا كفاراً كفراً أصلياً : يعني أنهم نشئوا على ذلك فليس حكمهم كالمرتدين الذين كانوا مسلمين ثم صدرت منهم هذه الأمور الشركية ) مجموعة الرسائل 4/375 .
كما أن هذا أيضاً قول الشيخ حمد بن معمر قاضي مكة والمتوفى بها سنة 1225هـ حين سئل هل كفار زماننا هم مرتدون أم حكمهم حكم عباد الأوثان فقال : ( أما من دخل في دين الإسلام ثم ارتد فهؤلاء مرتدون وأما من لم يدخل في دين الإسلام بل أدركته الدعوة وهو على كفره كعبدة الأوثان فحكمه حكم الكافر الأصلي، لأنا لا نقول الأصل إسلامهم والكفر طارئ عليهم بل نقول هم الكفار الأصليون وهم الذين نشئوا بين الكفار وأدركوا آبائهم على الشرك بالله فهم كآبائهم) الدرر10/335 .
وقال أيضاً: ( فإنه لا يمكن أن نحكم على كفار زماننا بما حكم به الفقهاء في المرتد أنه لا يرث ولا يورث وأن ما له لبيت المال ، لأنه يلزم أن جميع أموال الكفار اليوم لبيت المال, أما إذا حكمنا فيهم بحكم الكفار الأصليين لم يلزم شيء من ذلك بل يتوارثون فمن أسلم على شيء فهو له).
من لم يكفرهم لكونه يشك في كفرهم فيحكم بإسلامهم فهو كافر. قال ابن تيمية عنهم: ( كفر هؤلاء لا يختلف فيه المسلمون بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم ) . الفتاوى 35/162.


3) وقال أبو بكر البغدادي (...كحزب الجعفري و علاوي و عليه فقياداتهم مرتدون لا فرق عندنا بين مسوؤل في الحكومة أو مدير فرع و لا نرى كفرعموم الداخلين فيه ما لم تقم عليهم الحجة الشرعية)

أقول متى دخل هؤلاء كفار في الإسلام؟ متى صار قائدالحزب الجعفري مسلم؟ ومتى صار قائد الحزب علاوي مسلم؟ لاشك انهم ليس مرتدون؛ بل هم كفارأصليون!

وأقول إن الديمقراطية؛ كفر بالله ورسوله وكتابه ودينه وشرعه. إن الذي يؤمن بها قد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
الإيمـان بالديمقراطيـة أو ممـارستها إيمـان بالطاغـوت و دخول في هؤلاء الأحزاب إيمـان بالديمقراطيـة.

قال الله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا) [البقرة: 256] أي من يجتنب عبادة غير الله ويحقق العبودية لله فقد عمل بلا إله إلا الله التي تعد حبل النجاة من النار. فالكفر بالطاغوت هو نفي استحقاق العبادة عن غير الله وجهاد وبُغض الكفر به والشرك به ومعصيته وأعدائه سبحانه.

وقال الله تعالى:"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" [البقرة120]

إن اليهود والنصارى اليوم تجمعهم الملة الديمقراطية فهم يدعون لها ولا يدعون إلى النصرانية واليهودية، فهم يهود ونصارى بالهوية، فالأغلبية الساحقة منهم علمانيون لا يعرفون الكنيسة والبيع إلا في المناسبات وأحكام أديانهم يهودية كانت أو نصرانية؛ لا يتم تطبيقها في حياتهم.

فمفكروهم وفلاسفتهم يؤلفون فيها المؤلفات ويدعون لها، وشعوبهم تؤمن بها وتمارسها وتطبقها، وساستهم وجيوشهم يحاولون نشرها بشتى الوسائل الإعلامية والتربوية والدبلوماسية والعسكرية أيضا.

إن الملة الديمقراطية هي ملة وثنية في حقيقتها، فهي تأله البشر وتجعلهم مشرعين للأحكام وواضعين لشرائع دول وحكومات يتم الحكم فيها وتطبيقها على حياة الناس، ويتخذها الناس شريعة لهم يتحاكمون لها ويطيعونها من دون شريعة الله تعالى.

وكما أن لأصحاب الديانات السماوية كتبا مقدسة، فهؤلاء الوثنيون لهم كتاب أيضا وهو الدستور الذي يضم تشريعات الطواغيت وأحكامهم.

قال تعالى: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله" [الشورى:21].

وقال سبحانه: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله" [التوبة: 31]

وقال جل وعلا: "يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ** ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إباه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون" [يوسف: 39-40]

إن الملة الديمقراطيـة هي ملة الطاغوت.

قال الإمام مجاهد بن جبر: ( الطاغوت : الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه ، وهو صاحب أمرهم ) .

وقال الإمام ابن القيم الجوزية: ( الطاغوت : ما تجاوز به العبد حده من : معبود ، أو متبوع ، أو مطاع ، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أن طاعة لله )

وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب: ( والطاغوت : عام في كل ما عبد من دون الله ، فكل ما عُبد من دون الله ، ورضي بالعبادة ، من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله ، فهو طاغوت ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ] .

وقال الإمام عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين:
( اسم الطاغوت يشمل :
كل معبود من دون الله ، وكل رأس في الضلالة يدعو إلى الباطل ويحسنه ،
ويشمل أيضا :
كل ما نصبه الناس بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله ،
ويشمل أيضا :
الكاهن والساحر وسدنة الأوثان) اهـ [ مجموعة التوحيد : 500 ]

وكما نعلم فقد بعث الله تعالى الأنبياء والرسل لتحقيق العبودية لله تعالى ولا تتم العبودية لله ولا يتم الإيمان به وتوحيده إلا باجتناب هذا الطاغوت والكفر به.

قال سبحانه: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"

وقال سبحانه: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى"

هذا هو الإسلام ...

فمن لم يأت به فليس بمسلم. ومن يجهل الطاغوت فليس بمسلم. إذ لابد وأن يعرف المرء ما هو الطاغوت لكي يكفر به. فالعلم بلا إله إلا الله هو الشرط الأول من شروط التوحيد. فما فائدة اللفظ دون إدراك لمعناه ؟ ومن لم يأت بهذا الشرط لم يحقق لا إله إلا الله .. وبالتالي فهو ليس بمسلم. وعلى ذلك فمن نصب نفسه مشرعا من دون الله في برلمانات التشريع من دون الله والشرك فهو الطاغوت بعينه. ومن اتخذ له ربا مشرعا ونصبه في البرلمانات أو غيرها يشرع له الأحكام الوضعية فهو مؤمن بالطاغوت كافر بالله. ومن تحاكم للطاغوت ولأحكامه وشريعته الوضعية فهو مؤمن به كافر بالله تعالى.

قال الله جل وعلا:"ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا".

ومن كان جنديا من جنود الطاغوت فهو مؤمن به كافر بالله تعالى.

قال سبحانه: "والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت"

وكذا من أفتى بجواز هذا الكفر من علماء السلاطين فهو يدافع في سبيل تثبيت هذا الدين الكفري.

فالنصوص الشرعية كلها تفيد بكفر من آمن بالطاغوت ودعا له ودافع عنه. ولا عذر لمن وقع في ذلك الكفر لأن الجاهل فيه جاهل بالإسلام نفسه , فعندما يتعلم الكفر بالطاغوت يدخل في الدين الحنيف. أما قبل ذلك فهو في زمرة الكفار.

قال الإمام ابن قيم الجوزية: ( والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به. فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وان لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل ) اهـ

ويتوجب على المرء أن يتبرأ من عباد الطاغوت المشركين ويعتقد بكفرهم ويبغضهم ويعاديهم.

فهذا هو مسلك أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي كان أمة وحده.

قال المولى سبحانه: "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده".

فمن لم يكن على سنة إبراهيم عليه السلام من معاداة للشرك والمشركين ومن تكفير لهم ومفارقتهم في دينهم واعتقاد بطلانه فليس بمسلم.

وأختم بكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ( فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم وأوله وآخره أُسه ورأسه وهو شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما عليّ منهم، أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، بل كلفه الله بهم، وفرض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانه وأولاده. فالله الله، تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً..) [مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان 53].


4) وقال أبو بكر البغدادي (كما نرى أن منهج الحزب الإسلامي منهج كفر وردة ...)

أقول المنهج الحزب الإسلامي ليس منهج ردة بل هو منهج كفر و شرك. لان الحزب الإسلامي حزب ديمقراطية. والحزب الإسلامي ليس حزب ردة بل هم كفارأصليون ؛

أما الديمقراطية فهي: كلمة يونانية الأصل وهي مكونة من كلمتين، أضيفت إحداهما إلى الأخرى.
أولاهما: ديموس وهي تعني الشعب.
وثانيهما: كراتوس وهي تعني الحكم أو السلطة.

فصارت الكلمة المركبة من هاتين الكلمتين تعني: حكم الشعب أو سلطة الشعب، وعلى ذلك: فـ "الديمقراطية" هي ذلك النظام من أنظمة الحكم الذي يكون الحكم فيه أو السلطة أو سلطة إصدار القوانين والتشريعات من حق الشعب أو الأمة أو جمهور الناس وليس لله تعالى.
وهذه الصورة هي المعمول فيها اليوم في الدول المنتسبة للإسلام التي تطبق الديمقراطية وتدعو إليها وتلزم الناس بها بل هذا هو الحكم الذي يكاد يسود في العالم كله وهو الذي جند الشيطان له خيله ورجله لأنه حكم الشيطان {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً}[الإسراء:64].
فالديمقراطية من جهة هي نظام عام ينوب به أعضاء في المجالس النيابية أو المجالس التشريعية أو البرلمانات عن الشعب في وضع قوانين يعمل بها بين الناس وهذه الوجه البرلماني للديمقراطية.

أما الردة: فما الردة؟ ومتى يكون المسلم مرتدا؟
الردة: لغة الرجوع في الطريق الذي جاء منه.
اصطلاحا: رجوع المسلم البالغ العاقل عن الإسلام إلى الكفر باختياره دون إكراه من أحد. والمرتد هو الذي كان على الدين الإسلامي والتوحيد ثم ارتد عنه.


5) وقال أبو بكر البغدادي (نرى وجوب قتال شرطة وجيش دولة الطاغوت والردة)

أقول كفار أهل زماننا هل هم مرتدون؟ سئل (أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب): عن قول الفقهاء، إن المرتد لا يرث ولا يورث، فكفار أهل زماننا هل هم مرتدون؟ أم حكمهم حكم عبدة الأوثان، وأنهم مشركون؟
فأجاب: أما من دخل في دين الإسلام ثم ارتد، فهؤلاء مرتدون، وأمرهم عندك واضح; وأما من لم يدخل في دين الإسلام، بل أدركته الدعوة الإسلامية، وهو على كفره، كعبدة الأوثان، فحكمه حكم الكافر الأصلي، لأنا لا نقول الأصل إسلامهم، والكفر طارئ عليهم. بل نقول: الذين نشؤوا بين الكفار، وأدركوا آباءهم على الشرك بالله، هم كآبائهم، كما دل عليه الحديث الصحيح في قوله:"فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه"
فإن كان دين آبائهم الشرك بالله، فنشأ هؤلاء واستمروا عليه، فلا نقول الأصل الإسلام والكفر طارئ، بل نقول: هم الكفار الأصليون ...


6) وقال أبو بكر البغدادي (ونعتقد بأن الديار إذا علتها شرائع الكفروكانت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الإسلام فهي ديار كفرولا يلزم أن نكفر ساكني الديار)

أقول من المعلوم ان الديار اليوم ديار كفر لعلو أحكام الكفر فيها.
فهل الأصل في الناس الكفر أم كما يقول أبو بكر البغدادي ان الديار ديار كفر ولكن لا نحكم على سكانها بالكفر بل الأصل فيهم الاسلام ؟
وما الدليل على ذلك من الكتاب والسنة ؟

أحــكـام الديار
معنى الدار: الديار جمع دار وتطلق الدار فى الغالب على شيئين، الأول البيت أو المسكن ،الثانى البلد أو الموطن
الدار بمعنى البلد أو الدولة هى: جماعة من الناس تسكن إقليما ولها حكومة أى أن للدار ثلاثة عناصر(الأفراد ،الحكومة، الإقليم )
أنواع الديار: تنقسم الديار قسمان دار إسلام ودار كفر
دار الإسلام هى كل دار غلب عليها المسلمون وعلتها أحكام الإسلام وإن وجد بها كفار
دار الكفر هى كل دار غلب عليها الكفار وعلتها أحكام الكفر وإن وجد بها مسلمون
يقول ابن مفلح الحنبلى (فكل دار غلب عليها أحكام المسلمين فدار الإسلام وإن غلب عليها أحكام الكفار فدار الكفر ولا دار لغيرهما) (الآداب الشرعية)

بعض الأحكام الشرعية المترتبة على اختلاف الدارين :

1 ـ وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام عند وجود دار الإسلام والقدرة علي ذلك وما إيجاب الشارع للهجرة من دار الكفر حتى لايعيش المسلم بين الكفار فيأخذ حكمهم وهو الكفر وهوقادر على التحول إلى إظهار الإيمان وأخذ حكم الإسلام فى دار الإسلام
2 ـ تحرم الإقامة بدار الكفر والسفر إليها لغير ضرورة كالتجارة أو الدعوة إلى الإسلام أو طلب العلم المادى الكفائى لمصلحة المسلمين أونحو ذلك
3ـ كره أكثر أهل العلم للمسلم الزواج فى دار الكفر صيانة للولد أن ينشأ على دين الكفار ويتخلق بأخلاقهم
4ـ لا تقام الحدود فى دار الحرب; يقول ابن قدامة(: لا يقام الحد على مسلم في أرض العدو وتقام الحدود في الثغور)
5ـ استصحاب حكم الدار لمجهول الحال فيها أى الحكم عليه بالكفر بتبعيته للدار فيكون (كافرا حكما)
6- وجوب تميز أهل الذمة فى دار الإسلام حتى لايعاملوا معاملة المسلمين وهذا من أدل الدلائل على حكم تبعية الدار فمجهول الحال فى دار الإسلام يأخذ حكم الدار وهو الإسلام ولهذا الزم الذميين فيها بهيئة مخصوصة حتى لايعاملوا معاملة المسلمين (ويؤخذ أهل الذمة بالتميز عن المسلمين في زيهم ومراكبهم وسروجهم وقلانسهم)( الهداية علي شرح البداية)


الأدلة على أن مجهول الحال يأخذ حكم الدار

أولا :القرآن يطلق الإيمان والكفر على الدار والمراد أهلها
قال تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَمَتّعْنَاهُمْ إِلَىَ حِينٍ) [سورة يونس - الآية 98] فنسب الإيمان إلى القرية والمراد أهلها
وقال تعالى: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [سورة: النحل - الأية: 112] فنسب الكفر إلى القرية والمراد أهلها
ولذا وصف المؤمنون المستضعفون بمكة أهل مكة قبل الفتح بالكفر الشديد فى قوله تعالى (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجَالِ وَالنّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـَذِهِ الْقَرْيَةِ الظّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لّنَا مِن لّدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لّنَا مِن لّدُنْكَ نَصِيراً) [سورة: النساء - الأية: 75] الظالم أهلها أى شديدى الكفر أى أن الظلم هنا هو المخرج من الملة فهم كفار أولا بشركهم بالله واشتد كفرهم بتعذيبهم المؤمنين وهذه الآية من أدل الدليل على أن حكم دار الكفر ينزل على الأفراد عامة

ثانيا : العقوبة الجماعية:
1- عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال ("يغزو هذا البيت جيش من الناس فبينما هم ببيداء من الارض إذ خسف بهم" فقيل يا رسول الله وفيهم المكره فقال "يبعثون على نياتهم")(متفق عليه) فالله تعالى أهلك الجيش الذى أراد أن ينتهك حرماته المكره فيهم وغيره المكره مع قدرته على التمييز بينهم مع أنه يبعثهم على نياتهم فكيف يجب على المؤمنين المجاهدين أن يميزوا بين المكره وغيره وهم لا يعلمون ذلك (مجموع الفتاوى)
2ـ روى أن زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قالت (يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ « نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ » (رواه الشيخان)
(قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : فِيهِ الْبَيَان بِأَنَّ الْخَيِّر يَهْلِك بِهَلَاكِ الشِّرِّير ....ثُمَّ يُحْشَر كُلّ أَحَد عَلَى نِيَّته. (فتح البارى)
3ـ قال تعالى: (وَاتّقُواْ فِتْنَةً لاّ تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصّةً وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة الأنفال - الأية:25] (يحذر تعالى عباده المؤمنين { فِتْنَةً } أي: اختبارًا ومحنة، يعم بها المسيء وغيره، لا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب، بل يعمهما، حيث لم تدفع وترفع) (تفسير ابن كثير) فإذا كان المولى سبحانه ينزل عقوبته على الناس جميعا صالحهم وطالحهم إذا غلب الفساد وانتشر مع قدرته سبحانه على التمييز ، فمن باب أولى أن ننزل حكما لزمهم لكفر انتشر فيهم ونكل أمر المستخفين بإيمانهم إلى الله ،وهذا هو هدى الرسول أى تعميم الأحكام وتعميم العقوبة إذا انتشرت المخالفة وعمت
4ـ فعل النبي وهديه فى معاملة اليهود حين نقضوا العهد معه وهو العقوبة الجماعية لأهل البلد جميعا ساكتهم ومقرهم (قد قتل رسول الله جميع مقاتلة بني قريظة ولم يسأل عن كل رجل منهم : هل نقض العهد أم لا ؟ وكذلك أجلى بني النضير كلهم وإنما كان الذي هم بالقتل رجلان وكذلك فعل ببني قينقاع )(زاد المعاد)
(واستباح رسول الله سبي نسائهم وذراريهم وجعل نقض العهد ساريا في حق النساء والذرية وجعل حكم الساكت والمقر حكم الناقض والمحارب) (زاد المعاد) وكذلك اليوم لا نسأل الناس عن هل رضوا عن الكفر الموجود فى مجتمعاتهم أم لا

ثالثا: التبعية فى القواعد الفقهية
وهذه ثلاث قواعد فقهية مشهورة عند الفقهاء منتزعة من استقراء واسع وعميق لنصوص الشرع وعلله
1ـ التابع تابع 2ـ " يثبت تبعا مالا يثبت استقلالا ً" 3ـ "أن الحكم للأغلب و أما النادر فلا حكم له"
اقتضت حكمة الله أن تعطى الأشياء التابعة حكم المتبوعة والأشياء القليلة حكم الكثيرة إعمالا لأحكام الشارع وتيسيرا على الخلق فالماء الكثير لا تؤثر فيه النجاسة القليلة، والطفل تبع لأبويه ،والأشخاص تبع للدار فكيف لنا اليوم أن نتوقف فى الحكم على الناس بالكفر عامة لاحتمال أن يكون فيهم قلة مستضعفة مستخفية بإيمانها ،فنتوقف فى تكفير ألف ألف أظهروا انتشر فيه الكفر لاحتمال أن يكون فيهم فرد واحد من أهل التوحيد ؟ فما هذا إلا ورع بارد مخالف للقواعد العامة فى الشريعة

رابعا : الناس على دين ملوكهم
للحكام أثر بالغ فى حياة شعوبهم فقد يكونون سبب هدايتهم (لو هدانا الله لهديناكم ) أو سبب ضلا لهم (وأضل فرعون قومه وما هدى) قال ابن حجر(لأن الناس على دين ملوكهم فمن حاد من الأئمة عن الحال مال وامال)(فتح البارى) وقال عبد الله بن المبارك : وهل افسد الدين ألا الملوك . وأحبار سوء ورهبانها .
ولذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يراسل الملوك ككسرى وقيصر ويدعوهم إلى الإسلام ويحملهم وزر رعيتهم إذا أبوا،ولو علم الله فى الرعية صلاحا لأبدلها بصالحين ولكن قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [سورة الأنعام - الآية 129]
والحكام فى زماننا مالوا وأمالوا الناس فشرعوا للناس فقبلوا منهم وتحاكموا إلى قانونهم وتعلموه واحترموه بل وشاركوا فى التشريع والقضاء والتنفيذ فاشترك الجميع فى الكفر ولم ينفرد به الحكام فعم الكفر الناس جميعا حكاما ومحكومين وهذا حال منذ مئات السنين ولا يخفى على مبصر فصدق فيهم قول الله (وأضل فرعون قومه وما هدى) [سورة طه - الآية 79]

علاقة حكم الدار بأهلها
قلنا إن الدار قسمان دار كفر ودار إسلام ; يقول ابن مفلح الحنبلى (فكل دار غلب عليها أحكام المسلمين فدار الإسلام وإن غلب عليها أحكام الكفار فدار الكفر ولا دار لغيرهما) (الآداب الشرعية) هذا بالنسبة لحكم الدار أما بالنسبة للسكان فالأصل أن سكان دار الإسلام مسلمين ،والأصل أن سكان دار الكفر كفار،وهذا هو الأعم الغالب والمتواتر فى الحكم على سكان الدار منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة ،بل وقبل نزول القرآن ومنذ بداية خلق آدم وذريته ،فالدار تنسب إلى أهلها الغالبين عليها،ولكن قد يحدث أن يتغلب على بلد أناس من غير أهلها مخالفين لهم فى الدين فيخضعونها لسلطانهم ولحكمهم ويظل أهل البلد مستمسكين بدينهم وهنا يخالف حكم الدار حكم أفرادها
وهنا لابد من تفصيل للتمييز بين أهل البلد وبين الغالبين عليها ،ويصبح عندنا حالتان جديدتان فرعيتان وهما دار إسلام وغالب أهلها كفار ،ودار كفر وغالب أهلها مسلمون
أما دار الإسلام وغالب أهلها كفار كدور أهل الذمة حين يتغلب عليها المسلمون كما كان يحدث فى أزمنة الفتوحات فتصير دار إسلام وإن تمسك غالب أهلها بدينهم فيلزموا بالغيار وهو ملبس يميزهم عن المسلمين وهذا أمر مشهور ومعروف
أما دار الكفر وغالب أهلها مسلمون فحين يتغلب الكفار على بلد من بلدان المسلمين ويجرى فيها سلطانهم ويظل المسلمون مستمسكين بدينهم لا يتابعوا فيه حكامهم فهذه حالة لا يصح إنزال حكم الدار على أهلها والصواب فى مثل هذه الحالة التبين عملا بعموم قوله تعالى (فتبينوا) والتمييز بين المسلم والكافر وبين من تابع الحكام ورضى بدينهم وبين من برئ منهم ومن شركهم ومعاملة كل واحد بما يستحق وبذلك أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية حين سئل عن ماردين وهى بلدة للمسلمين غلب عليها الكفار وظل المسلمين فيها مستمسكين بدينهم فأجاب (وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان ليست بمنزلة دار السلم التي يجري عليها أحكام الإسلام لكون جندها مسلمين ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه) (الفتاوى الكبرى)
أما ديار أهل زماننا فليس حكامها متغلبين لأنهم من الناس جنسا ودينا ،كذلك فالرعية تابعة لهم على كفرهم وموالية لهم على دساتيرهم وقوانينهم ومشاركة لهم فى تشريعها والقضاء بها وتنفيذها وحراستها منذ ما يزيد على مائتى سنة وكل هذا بشهادة الحال

أصناف الناس اليوم جميعا (شهادة حال على أهل الأرض جميعا)
يقول صاحب الظلال (إن البشرية اليوم بجملتها تزاول رجعية شاملة إلى الجاهلية التي أخرجها منها آخر رسول محمد صلى الله عليه وسلم وهي تتمثل في صور شتى :بعضها يتمثل في إلحاد بالله سبحانه ، وإنكار لوجوده فهي جاهلية اعتقاد وتصور ، كجاهلية الشيوعيين .وبعضها يتمثل في اعتراف مشوه بوجود الله سبحانه ، وانحراف في الشعائر التعبدية وفي الدينونة والاتباع والطاعة ، كجاهلية الوثنين من الهنود وغيرهم . . وكجاهلية اليهود والنصارى كذلك .وبعضها يتمثل في اعتراف صحيح بوجود الله سبحانه ، وأداء للشعائر التعبدية . مع انحراف خطير في تصور دلالة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . ومع شرك كامل في الدينونة والاتباع والطاعة . وذلك كجاهلية من يسمون أنفسهم « مسلمين » ويظنون أنهم أسلموا واكتسبوا صفة الإسلام وحقوقه بمجرد نطقهم بالشهادتين وأدائهم للشعائر التعبدية؛ مع سوء فهمهم لمعنى الشهادتين؛ ومع استسلامهم ودينونتهم لغير الله من العبيد!

وكلها جاهلية . وكلها كفر بالله كالأولين . أو شرك بالله كالآخرين . .إن رؤية واقع البشرية على هذا النحو الواضح؛ تؤكد لنا أن البشرية اليوم بجملتها قد ارتدت إلى جاهلية شاملة ، وأنها تعاني رجعية نكدة إلى الجاهلية التي أنقذها منها الإسلام مرات متعددة ، كان آخرها الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا بدوره يحدد طبيعة الدور الأساسي لطلائع البعث الإسلامي ، والمهمة الأساسية التي عليها أن تقوم بها للبشرية؛ ونقطة البدء الحاسمة في هذه المهمة .إن على هذه الطلائع أن تبدأ في دعوة البشرية من جديد إلى الدخول في الإسلام كرة أخرة ، والخروج من هذه الجاهلية النكدة التي ارتدت إليها)

هذه هي بعض الكفـريات من الكفـريات في بيان رسمي للدولة الكفرية في العراق والشام.

وَاللهُ أَعْلَمُ. والحمد لله رب العالمين وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعلى آلٰه وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

العبد الفقير أبو محمد المهاجر

أبو محمد المهاجر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى